فاتحة الكتاب كنز من كنوز عرش الله
سورة "الفاتحة" مكية ومدنية، نزلت بمكة حين فرضت الصلاة، ثم نزلت بالمدينة حين حوّلت القبلة، حسب قول النسفي. لقد اختار الله
تعالى "سورة الفاتحة" بالذات، لكى نكررها فى الصلاة، لأنها تصور كليات العقيدة، ومبادئ الإسلام، وتجمل فى إيجاز وإعجاز ما فصله القرآن، من معتقدات، وعبادات، ومعاملات، واتجاهات، ولعل هذا الإجمال الرائع فى سورة الفاتحة هو الذى أهلها لكى تسمى بطائفة من الأسماء الكريمة العظيمة، فهى أم الكتاب، وفاتحة الكتاب، التى تفتتح بها سوره،
ومصاحفه، وهى الوافية، والكافية، ففيها ما يشفي، ويكفي، لمن تدبر واعتبر، وهى السبع المثانى التى تكرر وتثنّى فى الصلوات، فتزداد حلاوة على تتابع الأوقات وتكرار المرات. وسورة الفاتحة فى آياتها السبع، تتجمع أصول جليلة، للدين الإلهى الخالد فهى تقرر أن البدء فى العمل والقول
يكون باسم الله، وأن الرحمة الواسعة الشاملة المطلقة، من اختصاص الله، وأن الحمد كله يجب أن يكون لله، وأن الربوبية الشاملة الكاملة، لا تجوز لغير الله، وأن الأمر كله، يوم البعث والجزاء بيد الله، وأن العبادة له، والاستعانة به وحده، وأن نعمة الله لمن اهتدى واستقام، وأن غضبه وعقابه لمن طغى وبغى، أو جهل وضل.
وتمضى السورة فى عرض هذه الأسس بتنسيق عجيب، وتسلسل لطيف، فتبدأ بتلمس البركة عن طريق الاستفتاح باسم الله "بسم الله الرحمن الرحيم" ويلى ذلك ثناء على الله "الحمد لله" ثم تسبيح لله وتمجيد "رب العالمين" ثم تأكيد لفضله ورحمته مرة ثانية "الرحمن الرحيم" ثم تقرير لسلطانه العام يوم الجزاء "ملك يوم الدين" ثم عبادة خالصة لله "إياك نعبد" ثم استعانة خالصة بالله "وإياك نستعين" ثم رجاء للاهتداء بهدى الله "اهدنا الصراط المستقيم" ثم تحديد لأهل الخير "صراط الذين أنعمت عليهم" ثم تمييز لأهل الشر "غير المغضوب عليه ولا الضالين".
ومن لطائف هذه السور أنها تشير فى البداية عن الإيجاد الرباني، والإبداع الإلهي، فالله موجد العالمين، وموجههم، والقائم على أمورهم وتشير إلى الوسط حينما تتحدث عن الرحمة الواسعة التى يفيضها الله على عباده منذ الأزل ولا يزال يفيضها عليهم كل يوم إلى الأبد ولا غرو ولا عجب فهو المنعم بجلائل النعم ودقائقها، وخفيها وظاهرها، وماضيها وحاضرها ومستقبلها، وفى كل يوم يتجلى الله على عباده بآيات رحمته، وآلاء بركته، وفى النهاية تشير إلى البعث من القبور، والاجتماع يوم النشور.فالله هو الخالق، والمنعم المتفضل، خلق وأنشأ وربى، فهو المتصف بصفات الجلال، والجمال، والكمال، وهو الباعث المحاسب، المعاقب، المثبت فى دار البقاء، والخلود، فليس لك أيها الإنسان إلا أن تخضع له، وتعبده.
وحين يلتفت المؤمنون ويعقلون كل هذه الصفات، ويدركون كل هذه الحقائق، يعترفون بالحق، لأنه رب العالمين، والرحمن الرحيم، ومالك يوم الدين "إياك نعبد وإياك نستعين" ننزه أنفسنا عن الإشراك بالله فى العبادة لا شريك له وله الدين الخالص، وهو أغنى الأغنياء عن الشرك "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" "النساء آية 48" ننزه أنفسنا عن الاستعانة بما سوى الله تعالى، فإذا سألنا فإنا نسأل الله، وإذا دعونا فإنا ندعو الله، وإذا استعنا فإنا نستعين الله، وإن كان بعضنا يستعين بالآخرة فى ظاهر الأمور، ومسالك الحياة، فليس ذلك بمتعارض مع إيماننا الوطيد بأن مسبب الأسباب هو الله، وأن المعونة الأساسية من الله، لا من عند سواه وهو سبحانه الذى يسخر بعض العباد لبعض ويربط بعض الأسباب ببعض، ألا له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين.
لذلك كان على كل مؤمن أن يبتهل دائما إلى ربه وينبغى أن نلاحظ أن "إياك نعبد" سبقت "إياك نستعين" لأنه لا يليق فى شرعة العقلاء، أن نستعين به قبل أن نعبده، بل المنطق السليم هو أن نعرفه أولا، ثم نعبده ثانيا، ثم نرجو رحمته بعد ذلك ومن هنا قال الله تعالى "وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان، فليستجيبوا لي، وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون" "البقرة آية 186". اللهم إنا نعبدك عبادة خالصة صادقة ونسألك الهداية والمغفرة. سورة الفاتحة أم القرآن لاشتمالها على المعانى التى فى القرآن، وتسمى الواقية والكافية لأنها تقى صاحبها من المكاره، وتكفيه ما أهمه، أو تكفى عن غيرها، ولا يكفى عنها غيرها.
وسورة الكنز لقوله صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى "فاتحة الكتاب كنز من كنوز عرشي" أورده المتقى الهندى فى كنز العمال. وسورة الشفاء، والشافية، لقوله عليه الصلاة والسلام "فاتحة الكتاب شفاء من كل شيء إلا السام" أخرجه السيوطى فى الدر المنثور والمقصود بـ"السام" الموت. وسورة المثاني، لأنها تثنّى فى كل صلاة، وقيل لأنها استثنيت لهذه الأمة فلم تنزل على أحد قبلها. وسورة الصلاة لأنها واجبة فيها. وسورة الحمد والأساس لأنها القرآن، قال ابن عباس "إذا اعتللت أو اشتكيت فلعيك بالأساس".
وفى الحديث الصحيح حسب رواية مسلم، والترمذي، وغيرهما "يقول الله تبارك وتعالى قسمت الصلاة، أى الفاتحة، بينى وبين عبدى نصفين ولعبدى ما سأل. فإذا قال الحمد لله رب العالمين قال الله حمدنى عبدي، وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى أثنى عليّ عبدي، وإذا قال ملك يوم الدين قال مجدنى عبدي، وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بينى وبين عبدى ولعبدى ما سأل، وإذا قال اهدنا الصراط المستقيم... إلى آخرها، قال هذا لعبدى ولعبدى ما سأل".
والملاحظ أن آيات الفاتحة سبع بالإجماع إلا أن الشافعى يعد البسملة آية والثانية إلى "رب العالمين" والثالثة إلى "الرحيم" والرابعة إلى "الدين" والخامسة إلى "نستعين" والسادسة إلى "المستقيم" والسابعة إلى "الضالين" ومالسورة "الفاتحة" مكية ومدنية، نزلت بمكة حين فرضت الصلاة، ثم نزلت بالمدينة حين حوّلت القبلة، حسب قول النسفي. لقد اختار الله
تعالى "سورة الفاتحة" بالذات، لكى نكررها فى الصلاة، لأنها تصور كليات العقيدة، ومبادئ الإسلام، وتجمل فى إيجاز وإعجاز ما فصله القرآن، من معتقدات، وعبادات، ومعاملات، واتجاهات، ولعل هذا الإجمال الرائع فى سورة الفاتحة هو الذى أهلها لكى تسمى بطائفة من الأسماء الكريمة العظيمة، فهى أم الكتاب، وفاتحة الكتاب، التى تفتتح بها سوره،
ومصاحفه، وهى الوافية، والكافية، ففيها ما يشفي، ويكفي، لمن تدبر واعتبر، وهى السبع المثانى التى تكرر وتثنّى فى الصلوات، فتزداد حلاوة على تتابع الأوقات وتكرار المرات. وسورة الفاتحة فى آياتها السبع، تتجمع أصول جليلة، للدين الإلهى الخالد فهى تقرر أن البدء فى العمل والقول
يكون باسم الله، وأن الرحمة الواسعة الشاملة المطلقة، من اختصاص الله، وأن الحمد كله يجب أن يكون لله، وأن الربوبية الشاملة الكاملة، لا تجوز لغير الله، وأن الأمر كله، يوم البعث والجزاء بيد الله، وأن العبادة له، والاستعانة به وحده، وأن نعمة الله لمن اهتدى واستقام، وأن غضبه وعقابه لمن طغى وبغى، أو جهل وضل.
وتمضى السورة فى عرض هذه الأسس بتنسيق عجيب، وتسلسل لطيف، فتبدأ بتلمس البركة عن طريق الاستفتاح باسم الله "بسم الله الرحمن الرحيم" ويلى ذلك ثناء على الله "الحمد لله" ثم تسبيح لله وتمجيد "رب العالمين" ثم تأكيد لفضله ورحمته مرة ثانية "الرحمن الرحيم" ثم تقرير لسلطانه العام يوم الجزاء "ملك يوم الدين" ثم عبادة خالصة لله "إياك نعبد" ثم استعانة خالصة بالله "وإياك نستعين" ثم رجاء للاهتداء بهدى الله "اهدنا الصراط المستقيم" ثم تحديد لأهل الخير "صراط الذين أنعمت عليهم" ثم تمييز لأهل الشر "غير المغضوب عليه ولا الضالين".
ومن لطائف هذه السور أنها تشير فى البداية عن الإيجاد الرباني، والإبداع الإلهي، فالله موجد العالمين، وموجههم، والقائم على أمورهم وتشير إلى الوسط حينما تتحدث عن الرحمة الواسعة التى يفيضها الله على عباده منذ الأزل ولا يزال يفيضها عليهم كل يوم إلى الأبد ولا غرو ولا عجب فهو المنعم بجلائل النعم ودقائقها، وخفيها وظاهرها، وماضيها وحاضرها ومستقبلها، وفى كل يوم يتجلى الله على عباده بآيات رحمته، وآلاء بركته، وفى النهاية تشير إلى البعث من القبور، والاجتماع يوم النشور.فالله هو الخالق، والمنعم المتفضل، خلق وأنشأ وربى، فهو المتصف بصفات الجلال، والجمال، والكمال، وهو الباعث المحاسب، المعاقب، المثبت فى دار البقاء، والخلود، فليس لك أيها الإنسان إلا أن تخضع له، وتعبده.
وحين يلتفت المؤمنون ويعقلون كل هذه الصفات، ويدركون كل هذه الحقائق، يعترفون بالحق، لأنه رب العالمين، والرحمن الرحيم، ومالك يوم الدين "إياك نعبد وإياك نستعين" ننزه أنفسنا عن الإشراك بالله فى العبادة لا شريك له وله الدين الخالص، وهو أغنى الأغنياء عن الشرك "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" "النساء آية 48" ننزه أنفسنا عن الاستعانة بما سوى الله تعالى، فإذا سألنا فإنا نسأل الله، وإذا دعونا فإنا ندعو الله، وإذا استعنا فإنا نستعين الله، وإن كان بعضنا يستعين بالآخرة فى ظاهر الأمور، ومسالك الحياة، فليس ذلك بمتعارض مع إيماننا الوطيد بأن مسبب الأسباب هو الله، وأن المعونة الأساسية من الله، لا من عند سواه وهو سبحانه الذى يسخر بعض العباد لبعض ويربط بعض الأسباب ببعض، ألا له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين.
لذلك كان على كل مؤمن أن يبتهل دائما إلى ربه وينبغى أن نلاحظ أن "إياك نعبد" سبقت "إياك نستعين" لأنه لا يليق فى شرعة العقلاء، أن نستعين به قبل أن نعبده، بل المنطق السليم هو أن نعرفه أولا، ثم نعبده ثانيا، ثم نرجو رحمته بعد ذلك ومن هنا قال الله تعالى "وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان، فليستجيبوا لي، وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون" "البقرة آية 186". اللهم إنا نعبدك عبادة خالصة صادقة ونسألك الهداية والمغفرة. سورة الفاتحة أم القرآن لاشتمالها على المعانى التى فى القرآن، وتسمى الواقية والكافية لأنها تقى صاحبها من المكاره، وتكفيه ما أهمه، أو تكفى عن غيرها، ولا يكفى عنها غيرها.
وسورة الكنز لقوله صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى "فاتحة الكتاب كنز من كنوز عرشي" أورده المتقى الهندى فى كنز العمال. وسورة الشفاء، والشافية، لقوله عليه الصلاة والسلام "فاتحة الكتاب شفاء من كل شيء إلا السام" أخرجه السيوطى فى الدر المنثور والمقصود بـ"السام" الموت. وسورة المثاني، لأنها تثنّى فى كل صلاة، وقيل لأنها استثنيت لهذه الأمة فلم تنزل على أحد قبلها. وسورة الصلاة لأنها واجبة فيها. وسورة الحمد والأساس لأنها القرآن، قال ابن عباس "إذا اعتللت أو اشتكيت فلعيك بالأساس".
وفى الحديث الصحيح حسب رواية مسلم، والترمذي، وغيرهما "يقول الله تبارك وتعالى قسمت الصلاة، أى الفاتحة، بينى وبين عبدى نصفين ولعبدى ما سأل. فإذا قال الحمد لله رب العالمين قال الله حمدنى عبدي، وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى أثنى عليّ عبدي، وإذا قال ملك يوم الدين قال مجدنى عبدي، وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بينى وبين عبدى ولعبدى ما سأل، وإذا قال اهدنا الصراط المستقيم... إلى آخرها، قال هذا لعبدى ولعبدى ما سأل".
والملاحظ أن آيات الفاتحة سبع بالإجماع إلا أن الشافعى يعد البسملة آية والثانية إلى "رب العالمين" والثالثة إلى "الرحيم" والرابعة إلى "الدين" والخامسة إلى "نستعين" والسادسة إلى "المستقيم" والسابعة إلى "الضالين" ومالك لا يعد البسملة آية والآية السادسة عنده إلى "أنعمت عليهم" والسابعة إلى "الضالين" اللهم اجعل لطفك درع أمتنا ورحمتك حصنها يا أرحم الراحمين.
ك لا يعد البسملة آية والآية السادسة عنده إلى "أنعمت عليهم" والسابعة إلى "الضالين" اللهم اجعل لطفك درع أمتنا ورحمتك حصنها يا أرحم الراحمين.